غير مصنف

مع رحيل محامي مايكروسوفت للمستهلكين، ترحل روحه أيضاً

في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن بانوس باناي كبير مسؤولي المنتجات لديها سيترك الشركة بعد 14 عامًا من الخدمة. وقد كان باناي الذي أشرف على تطوير الأجهزة الشهيرة مثل Surface وXbox وHoloLens، وكان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه القوة الدافعة وراء الابتكار والتصميم الذي يركز على المستهلك في Microsoft.

مايكروسوفت
مايكروسوفت

ويمثل رحيل باناي خسارة كبيرة لمايكروسوفت، حيث لم يكن قائدًا صاحب رؤية فحسب، بل كان أيضًا مدافعًا شغوفًا عن عملاء الشركة. وكثيراً ما تحدث عن أهمية ابتكار منتجات تمكّن الناس من تحقيق المزيد من الإنجازات والتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين. كما دافع عن ثقافة التعاطف والتنوع والشمول داخل فرقه وفي جميع أنحاء الشركة.

يمكن رؤية تأثير باناي في العديد من المنتجات التي ساعد في ابتكارها أو تحسينها. لقد أصبح خط أجهزة Surface، الذي بدأ كتجربة محفوفة بالمخاطر في عام 2012، علامة تجارية ناجحة ومؤثرة تعرض أفضل ما في ابتكار أجهزة ويندوز ومايكروسوفت. تطورت أجهزة Xbox، التي كان يُنظر إليها في السابق على أنها دخيلة على صناعة الألعاب، لتصبح منصة قوية تقدم تجربة ألعاب متنوعة وشاملة لملايين اللاعبين حول العالم. أما HoloLens، التي لا تزال في مراحلها الأولى، فقد أثبتت قدرة الواقع المختلط على تحويل الصناعات وتعزيز القدرات البشرية.

كما يثير رحيل باناي أيضًا تساؤلات حول الاتجاه المستقبلي لاستراتيجية مايكروسوفت للمستهلكين. تحت قيادة الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا، حولت مايكروسوفت تركيزها من الأجهزة والخدمات إلى السحابة والذكاء الاصطناعي. وبينما أدى ذلك إلى تحقيق نمو وربحية مذهلين للشركة، إلا أنه أدى أيضًا إلى تراجع بعض منتجاتها الاستهلاكية. على سبيل المثال، لم يتلق نظام التشغيل Windows 10، الذي يشغل غالبية أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم، تحديثات أو ميزات رئيسية منذ سنوات. وقد تم تحويل Cortana، مساعد مايكروسوفت الرقمي، إلى أداة إنتاجية تعمل فقط مع عدد قليل من التطبيقات والخدمات. أما Skype، الذي كان رائداً في مجال مكالمات الفيديو، فقد طغى عليه المنافسون مثل Zoom و Teams.

لم تعلن مايكروسوفت عن الشخص الذي سيحل محل باناي كرئيس لقسم المستهلكين لديها. وأياً كان هذا الشخص، فسيكون أمامه دور كبير جداً ومهمة صعبة. سيتعين عليه أن يوازن بين متطلبات عملاء مايكروسوفت الأساسيين في مجال الأعمال واحتياجات وتوقعات جمهور المستهلكين. وسيتعين عليهم تعزيز ثقافة الابتكار والتصميم التي يمكنها منافسة منافسيها مثل Apple وGoogle. وسيتعين عليهم الحفاظ على روح منتجات مايكروسوفت الاستهلاكية وتعزيزها: العنصر البشري الذي يجعلها أكثر من مجرد آلات.

أعلن بانوس باناي أحد أكثر الشخصيات شغفاً وتأثيراً في تاريخ مايكروسوفت، عن رحيله عن الشركة بعد ما يقرب من عقدين من الخدمة. كان باناي، الذي شغل منصب كبير مسؤولي المنتجات، مسؤولاً عن قيادة فريقي Windows وSurface، حيث ابتكر بعضاً من أكثر المنتجات ابتكاراً وشعبية في صناعة الحواسيب الشخصية.

لم يقدم باناي أي تفسير لقراره بمغادرة مايكروسوفت واكتفى بنشر تغريدة مقتضبة يوم الثلاثاء، شكر فيها زملاءه وعملاءه على دعمهم. كان رحيله مفاجئًا، خاصةً أنه كان من المتوقع أن يكشف عن الجيل التالي من أجهزة Surface في حدث خاص في 21 سبتمبر. ومن غير الواضح من سيحل محله في هذا الحدث أو متى سيكون آخر يوم له في مايكروسوفت. .

أعلنت مايكروسوفت عن بعض التغييرات في هيكلها القيادي بعد رحيل باناي. حيث سيقود ميخائيل باراخين، الذي يقود حالياً قسمي Bing وBing Chat، فريقاً جديداً لتجارب الويب وWindows Experiences، والذي سيركز على تقديم تجارب سلسة وجذابة عبر جميع منصات مايكروسوفت. سيبقى Surface تحت قيادة بافان دوفولوري، الذي يشغل منصب المدير العام ل Surface ورئيس قسم تكامل أنظمة Windows Silicon وWindows. سيستمر يوسف مهدي، الذي يشرف على أعمال المستهلكين في مايكروسوفت، في إدارة الشراكات الخارجية لمصنعي المعدات الأصلية ومن المرجح أن يلعب دوراً رئيسياً في حدث Surface القادم.

1. **أجهزة Surface عفا عليها الزمن**: ذُكر القلق من ركود أجهزة Surface من Microsoft، مع الحد الأدنى من التغييرات بخلاف التكوينات الداخلية وتعديلات المنافذ. ويُنظر إلى المنافسين على أنهم رواد في الابتكار.

2. **نهج مايكروسوفت في التعامل مع الذكاء الاصطناعي**: يبدو أن مايكروسوفت تركز على الذكاء الاصطناعي في توجهها المستقبلي، مع تعيين بانوس باناي رئيسًا لنظام ويندوز. ومن المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي، ولا سيما برنامج Windows Copilot، دورًا أكثر بروزًا ويتحسن بمرور الوقت.

3. ** اتجاه مايكروسوفت: هناك بعض الشكوك حول ما إذا كانت مايكروسوفت ستسير في الاتجاه الصحيح. فتاريخ الشركة يشير إلى أنها لا تتغير دائمًا بالطريقة التي يريدها المستخدمون.

4. ** بانوس باناي: يُنظر إلى بانوس باناي على أنه شخصية رئيسية في مايكروسوفت، وهو معروف بشغفه وقدرته على تقديم تجارب ومنتجات جديدة. وقد لوحظ رحيله وأثره في قيادة التغيير داخل مجموعة Surface.

من المهم أن نلاحظ أن نجاح توجه مايكروسوفت المستقبلي يعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك قرارات فريق القيادة وقدرتها على الابتكار والمشهد التكنولوجي المتطور. الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت هذه التغييرات ستأخذ مايكروسوفت في الاتجاه الذي يلبي توقعات المستخدمين ويحافظ على قدرتها التنافسية في السوق.

وتثير وجهة نظره العديد من النقاط المثيرة للاهتمام حول الاتجاه المستقبلي المحتمل لخط مايكروسوفت Surface وتركيز الشركة على الخدمات السحابية والاشتراكات التجارية. وفيما يلي تفصيل لنقاطه:

1. **تبسيط تشكيلة Surface**: تقترح أن تقوم Microsoft بتبسيط تشكيلة Surface، وربما العودة إلى جهاز Surface Pro/ Surface Laptop الأساسي مع أجهزة إضافية للمستخدمين المبدعين. قد يتضمن ذلك تقليص خطوط منتجات Surface التجريبية التي ظهرت في الماضي.

2. **التحول إلى الأعمال والاشتراكات: يلاحظ أن أرباح مايكروسوفت تهيمن عليها أعمال السحابة الخاصة بها، وخاصة Azure، وأن اشتراكات Microsoft 365 كانت ناجحة. ويعكس التركيز على اشتراكات Microsoft 365 Copilot AI والدافع للاشتراكات المتكررة تركيز Microsoft على عملاء الأعمال بدلاً من المستهلكين.

3. **التركيز على الذكاء الاصطناعي لربحية الأعمال**: يسلط الضوء على تركيز مايكروسوفت على حلول الذكاء الاصطناعي التي تساعد الشركات على تحقيق الأرباح، وهو ما يتماشى مع أولويات إيراداتها. ويعتبر هذا المجال أكثر ربحية مقارنة بالمنتجات التي تركز على المستهلكين.

4. ** رحيل بانوس باناي**: يثير التساؤل حول ما إذا كان بانوس باناي قد غادر لأنه شعر أن وظيفته قد انتهت أم لأنه يعتقد أن مايكروسوفت لم تعد قادرة على إحراز تقدم. وتثير مغادرته تساؤلات حول الاتجاه المستقبلي وقيادة قسم Surface.

في الواقع، يمكن أن يؤثر رحيل شخصيات رئيسية مثل بانوس باناي على التصورات حول اتجاه الشركة وقدرتها على الابتكار. ستحدد قرارات مايكروسوفت الاستراتيجية في السنوات القادمة في نهاية المطاف مسارها ونجاحها في أسواق المستهلكين والشركات على حد سواء.